وقتل أخي زيادة وترويع نسوتي فقال له معاوية يا هدبة قل فقال إن هذا رجل سجاعة فإن شئت أن أقص عليك قصتنا كلاما أو شعرا فعلت قال لا بل شعرا فقال هدبة هذه القصيدة ارتجالا .
( أَلا يا لقَومي لِلنّوائب والدّهر ... ولِلمرء يُردِي نفسه وهُو لا يدرِي ) .
( ولِلأرض كم من صالحٍ قد تأَكَّمَت ... عليه فوارتْهُ بلمّاعةٍ قَفْر ) .
( فلا تتّقي ذا هَيْبة لجلاِله ... ولا ذا ضياعٍ هنّ يُتْركْن للفقرِ ) .
حتى قال .
( رُمِينا فَرامَينا فصادف رَمْيُنا ... مَنايا رجالٍ في كتابٍ وفي قَدْر ) .
( وأنت أميرُ المؤمنين فما لنا ... وراءك من مَعدىً ولا عنك من قَصْر ) .
( فإن تك في أموالنا لم نَضِق بها ... ذِراعاً وإن صبرٌ فنصبِرُ للصّبر ) .
فقال له معاوية أراك قد أقررت بقتل صاحبهم ثم قال لعبد الرحمن هل لزيادة ولد قال نعم المسور وهو غلام صغير لم يبلغ وأنا عمه وولي دم أبيه فقال إنك لا تؤمن على أخذ الدية أو قتل الرجل بغير حق والمسور أحق بدم أبيه فرده إلى المدينة فحبس ثلاث سنين حتى بلغ المسور .
جميل بن معمر يزوره في السجن ويهديه .
أخبرني الحرمي بن العلاء قال حدثنا الزبير بن بكار قال نسخت من كتاب عامر بن صالح قال