أضمروا الحرب وغضبوا فقال عبد الرحمن بن زيد .
( ألا أَبلغ أبا جَبْرٍ رسولاً ... فما بيني وبينكُم عِتابُ ) .
( ألم تعلم بأنَّ القوم راحوا ... عشيةَ فارقوك وهم غِضابُ ) .
فأجابه الحجاج بن سلامة فقال .
( إن كان ما لاقى ابنُ كنعاء مُرغِماً ... رقاشَ فزاد اللهُ رَغْما سِبالَهما ) .
( منعنا أخانا إذ ضربنا أخاكُم ... وتلك من الأعداء لا مِثْلَ مالها ) .
هدبة وزيادة يتهاديان الأشعار .
قال اليزيدي في خبره وجعل هدبة وزيادة يتهاديان الأشعار ويتفاخران ويطلب كل واحد منهما العلو على صاحبه في شعره وذكر أشعارا كثيرة فذكرت بعضها وأتيت بمختار ما فيه فمن ذلك قول زيادة في قصيدة أولها .
( أراك خليلاً قد عزمت التّجنبا ... وقطَّعتَ حاجاتِ الفؤاد فأصحبا ) .
اخترت منها قوله .
( وأنك للناس الخليلُ إذا دنتْ ... به الدارُ والباكي إذا ما تغيَّبا ) .
( وقد أعذَرَتْ صرفُ الليالي بأهلها ... وشَحْطُ النَّوَى بيني وبينك مَطلبا ) .
( فلا هي تأْلو ما نأَتْ وتباعَدَتْ ... ولا هو يأْلُو ما دنا وتقرَّبا ) .
( أطعتُ بها قول الوشاة فلا أرى الوشاةَ ... انتهوا عنه ولا الدهرَ أُعتبا )