يتحرك المرمي ثم رمى فانتظم ساقي أسيد فلما رأى ذلك أقبل حتى كان بينهم فوثبوا عليه فأخذوه فشدوه وثاقا ثم إنهم انطلقوا به إلى قومهم فطرحوه وسطهم فتماروا بينهم في قتله فبعضهم يقول أخوكم وابنكم فلما رأى ذلك أحد بني حزام ضربه ضربة فقطع يده من الكوع وكانت بها شامة سوداء فقال الشنفرى حين قطعت يده .
( لا تَبْعَدِي إمّا هَلَكْتِ شامَهْ ... فرُبَّ خَرقٍ قَطَعتْ قتَامَهْ ) .
( ورُبَّ قِرْنٍ فَصَلتْ عِظَامَهْ ... ) .
وقال تأبط شرا يرثيه .
( فلا يَبعَدنّ الشَّنْفَرى وسِلاحُه الْحَديدُ ... وَشَدَّ خَطْوُه متواتر ) .
( إذا راع رَوْعَ الموت راع وإن حَمَى ... حَمَى معه حُرٌّ كريم مُصابِرُ ) .
قال وذرع خطو الشنفرى ليلة قتل فوجد أول نزوة نزاها إحدى وعشرين خطوة ثم الثانية سبع عشرة خطوة .
قال وقال ظالم العامري في الشنفرى وغاراته على الأزد وعجزهم عنه ويحمد أسيد بن جابر في قتله الشنفرى .
( فما لَكُمْ لم تدركوا رِجْلَ شنفرى ... وأنتم خِفاف مثلُ أجنحة الغُرْبِ ) .
( تعاديتُم حتى إذا ما لحقتُم ... تباطأَ عنكم طالبٌ وأبو سَقْبِ ) .
( لعمركَ لَلسَّاعي أُسَيدُ بن جابِرٍ ... أحقُّ بها مِنْكم بَنِي عقبِ الكلب )