قوسك فوضع قوسه فأوترها فقال تأبط لأصحابه .
اسكتوا واستمع فقال أتيتم والله قالوا وما ذلك قال أنا والله أسمع حطيط وتر قوس قالوا والله ما نسمع شيئا قال بلى والله إني لأسمعه يا قوم النجاء قالوا لا والله ما سمعت شيئا فوثب فانطلق وتركهم ووثب معه نفر وبيتهم بنو نفاثة فلم يفلت منهم إنسان وخرج هو وأصحابه الذين انطلقوا معه وقتل تلك الليلة عامر بن الأخنس .
قال ابن عمير وسألت أهل الحجاز عن عامر بن الأخنس فزعموا أنه مات على فراشه .
فلما رجع تأبط قالت له امرأته تركت أصحابك فقال حينئذ .
( ألا عَجِب الفِتْيانُ من أُمّ مالك ... تقول لقد أصبحْتَ أشعَثَ أغْبَرا ) .
مصرعه على يد غلام .
فلما رجع تأبط وبلغه ما لقي أصحابه قال والله ما يمس رأسي غسل ولا دهن حتى أثأر بهم فخرج في نفر من قومه حتى عرض لهم بيت من هذيل بين صوى جبل فقال اغنموا هذا البيت أولا قالوا لا والله ما لنا فيه أرب ولئن كانت فيه غنيمة ما نستطيع أن نسوقها فقال إني أتفاءل أن أنزل ووقف وأتت به ضبع من يساره فكرهها وعاف على غير الذي رأى فقال أبشري أشبعك من القوم غدا فقال له أصحابه ويحك انطلق فوالله ما نرى أن نقيم عليها قال لا والله لا أريم حتى أصبح وأتت