فقال تأبط شرا .
( ألا مَنْ مُبلغٌ فِتيانَ فَهمٍ ... بما لاقيتُ عند رَحَى بطانِ ) .
( وبأنِّي قد لقيتُ الغولَ تَهوي ... بسَهْبٍ كالصحيفة صَحصحانِ ) .
( فقلت لها كلانا نِضْو أَيْنِ ... أخو سَفَر فخَلَّي لي مكاني ) .
( فشدَّت شدَّةً نحوي فأَهْوَى ... لها كفّي بمصقولٍ يَماني ) .
( فأَضربها بلا دَهَشٍ فَخَرّت ... صريعاً لليدين وللجِرانِ ) .
( فقالت عُد فقلت لها رُوَيداً ... مكانَك إنني ثَبْتُ الجنانِ ) .
( فلم أنفكَّ مُتّكِئاً عليها ... لأنظرَ مُصبِحاً ماذا أتاني ) .
( إذا عينان في رأسٍ قبيحٍ ... كرأْس الهرِّ مشقوق اللِّسانِ ) .
( وساقا مُخْدِجٍ وشواةُ كلبٍ ... وثوبٌ من عَباءٍ أو شِنان ) .
غزا بجيلة فقتل رجلا واستاق غنما .
قالوا وكان من حديثه أنه خرج غازيا يريد بجيلة هو ورجل معه وهو يريد أن يغترهم فيصيب حاجته فأتى ناحية منهم فقتل رجلا ثم استاق غنما كثيرة فنذروا به فتبعه بعضهم على خيل وبعضهم رجالة وهم كثير فلما رآهم وكان من أبصر الناس عرف وجوههم فقال لصاحبه هؤلاء قوم قد عرفتهم ولن يفارقونا اليوم حتى يقاتلونا أو يظفروا بحاجتهم فجعل صاحبه ينظر فيقول ما أتبين أحدا حتى إذ دهموهما قال لصاحبه اشتد فإني سأمنعك ما دام في يدي سهم فاشتد الرجل ولقيهم تأبط شرا وجعل يرميهم حتى نفدت نبله ثم إنه اشتد فمر بصاحبه فلم يطق شده فقتل صاحبه وهو ابن عم لزوجته فلما رجع تأبط شرا وليس صاحبه معه عرفوا أنه قد قتل فقالت له امرأته تركت صاحبك وجئت متباطئا فقال تأبط شرا في ذلك