منه فيكم شراً من هذا في مجالس بني مروان وما له عهد وما هو بوفي ولا كريم فبان ذلك في وجه أبي العباس وقال له قولاً ضعيفاً إن التوبة تغسل الحوبة والحسنات يذهبن السيئات وهذا شاعر بني هاشم .
وقام فدخل وانصرف الناس ولم يعط أبا نخيلة شيئاً .
أبو نخيلة والمنصور .
وأخبرني أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي قال حدثني أبي عن عبد الله بن أبي سليم مولى عبد الله بن الحارث قال .
بينا أنا أسير مع أبي الفضل يعني سليمان بن عبد الله وحدي بين الحيرة والكوفة وهو يريد المنصور وقد هم بتولية المهدي العهد وخلع عيسى بن موسى وهو يروض ذلك إذا هو بأبي نخيلة الشاعر ومعه ابنان له وعبد وهم يحملون متاعه .
فقال له يا أبا نخيلة ما هذا الذي أرى قال كنت نازلاً على القعقاع بن معبد أحد ولد معبد بن زرارة فقلت شعراً فيما عزم عليه أمير المؤمنين من تولية المهدي العهد ونزع عيسى بن موسى فسألني التحول عنه لئلا يناله مكروه من عيسى إذ كان صنيعته فقال سليمان يا عبد الله اذهب بأبي نخيلة فأنزله منزلاً وأحسن نزله وبره ففعلت .
ودخل سليمان إلى المنصور فأخبره الخبر فلما كان يوم البيعة جاء بأبي نخيلة فأدخله على المنصور فقام فأنشد الشعر على رؤوس الناس وهي قصيدته التي يقول فيها .
( بل يا أمين الواحد الموحَّدِ ... إنّ الذي ولاك ربُّ المسجدِ ) .
( ليس وليّ عهدنا بالأسعَد ... عيسى فزحلفها إلى محمد ) .
( من عند عيسى معهداً عن معهد ... حتى تُؤدَّى من يد إلى يد )