كان أبو نخيلة مداحاً للجنيد بن عبد الرحمن المري وكان الجنيد له محباً يكثر رفده ويقرب مجلسه ويحسن إليه فلما مات الجنيد قال أبو نخيلة يرثيه .
( لعمري لئن رَكبُ الجنيد تحملوا ... إلى الشأم من مرَّ وراحَت ركائبه ) .
( لقد غادر الركب الشآمون خلفهم ... فتى غطفانياً يُعلل جانبه ) .
( فتى كان يسري للعدو كأنما ... سُروب القطا في كلّ يوم كتائبه ) .
( وكان كأن البدر تحت لوائه ... إذا راح في جيش وراحت عصائبه ) .
أخبرنا محمد بن جعفر قال حدثني أحمد بن القاسم قال حدثني أبو هفان عن عبد الله بن داود عن علي بن أبي نخيلة قال .
كان أبي شديد الرقة علي معجباُ بي فكان إذا أكل خصني بأطيب الطعام وإذا نام أضجعني إلى جنبه فغاظ ذلك امرأته أم حماد الحنفية فجعلت تعذله وتؤنبه وتقول قد أقمت في منزلك وعكفت على هذا الصبي وتركت الطلب لولدك وعيالك فقال أبي في ذلك .
( ولولا شهوتي شَفَتي عليَّ ... رَبعتُ على الصحابة والركاب ) .
( ولكنّ الوسائل من عليَّ ... خلَصن إلى الفؤاد من الحجاب ) .
قال فازدادت غضباً فقال لها .
( وليس كأمّ حمّاد خليلٌ ... إذا ما الأمر جلّ عن الخطاب ) .
( منعمةً أرى فتقرّ عيني ... وتكفيني خلائقُها عتابي )