حدثني علي بن محمد النوفلي عن أبيه وقد جمعت روايتهما وأكثر اللفظ الأصمعي قال قال أبو نخيلة .
وفدت على هشام بن عبد الملك فصادفت مسلمة قد مات وكنت بأخلاق هشام غرا وأنا غريب فسألت عن أخص الناس به فذكر لي رجلان أحدهما من قيس والآخر من اليمن فعدلت إلى القيسي بالتؤدة فقلت هو أقربهما إلي وأجدرهما بما أحب فجلست إليه ثم وضعت يدي على ذراعه وقلت له إني مسستك لتمسني رحمك .
أنا رجل غريب شاعر من عشيرتك وأنا غير عارف بأخلاق هذا الخليفة وأحببت أن ترشدني إلى ما أعمل فينفعني عنده وعلى أن تشفع لي وتوصلني إليه فقال ذلك كله لك علي وفي الرجل شدة ليس كمن عهدت من أهله وإذا سئل وخلط مدحه بطلب حرم الطالب فأخلص له المدح فإنه أجدر أن ينفعك واغد إليه غداً فإني منتظرك بالباب حتى أوصلك والله يعينك فصرت من غد إلى باب هشام فإذا بالرجل منتظر لي فأدخلني معه وإذا بأبي النجم قد سبقني فبدأ فأنشده قوله .
( إِلى هشام وإِلى مروانِ ... بيتان ما مثلهما بيتانِ ) .
( كفّاك بالجود تَباريان ... كما تبارى فرسا رِهان ) .
( مال عليّ حَدَث الزمان ... وبيعَ مايغلو من الغلمان ) .
( بالثمن الوَكسْ من الأثمان ... والمُهر بعد المُهر والحصان ) .
أبو نخيلة يمدح هشاماً فيجيزه .
قال فأطال فيها وأكثر المسألة حتى ضجر هشام وتبينت الكراهة في وجهه ثم استأذنت فأذن لي فأنشدته