على عتب يرى الناس أن نفسك تتبعها وتكون لها الحجة عليك قال صدقت الصبر أحجى .
قال محمد والله ما كان مني نظراً ولا نصيحة ولكني أنفت لرجل من قريش أن تداس أمه في كل وقت .
أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه عن المدائني عن جويرية بن أسماء عن عمه قال .
حججت فإني لفي رفقة من قومي إذ نزلنا منزلاً ومعنا امرأة فنامت وانتبهت وحية مطوية عليها قد جمعت رأسها وذنبها بين ثدييها فهالنا ذلك وارتحلنا فلم تزل منطوية عليها لا تضيرها حتى دخلنا الحرم فانسابت فدخلنا مكة وقضينا نسكنا فرآها الغريض فقال أي شقية ما فعلت حيتك فقالت في النار قال ستعلمين من أهل النار ولم أفهم ما أراد وظننت أنه مازحها واشتقت إلى غنائه ولم يكن بيني وبينه ما يوجب ذلك فأتيت بعض أهله فسألته ذلك فقال نعم فوجه إليه أن اخرج بنا إلى موضع كذا وقال لي اركب بنا فركبنا حتى سرنا قدر ميل فإذا الغريض هناك فنزلنا فإذا طعام معد وموضع حسن فأكلنا وشربنا ثم قال يا أبا يزيد هات بعض طرائفك فاندفع يغني ويوقع بقضيب .
( مرضتُ فلم تحفل عليّ جنوب ... وأُدنفتُ والمَمشى إليّ قريب ) .
( فلا يُبعد الله الشباب وقولَنا ... إذا ما صبونا صبوة سنتوب ) .
فلقد سمعنا شيئاً ظننت أن الجبال التي حولي تنطق معه شجا صوت وحسن غناء وقال لي أتحب أن يزيدك فقلت إي والله فقال هذا ضيفك وضيفنا وقد رغب إليك وإلينا فأسعفه بما يريد فاندفع يغني بشعر مجنون بني عامر