جوابا لما سألت وغنيت فقلت والله ما عدوت ما أردت فهل لك حاجة فقال لي يا أبا عباد لولا ملالة الحديث وثقل إطالة الجلوس لاستكثرت منك فاعذر فخرجت من عنده وإنه لأجل الناس عندي ورجعت إلى المدينة فتحدثت بحديثه وعجبت من فطنته وقيافته فما رأيت إنسانا إلا وهو أجل منه في عيني وذكرت جميلا وبثينة فقلت ليتني عرفت إنسانا يحدثني بقصة جميل وخبر الشعر فأكون قد أخذت بفضيلة الأمر كله في الغناء والشعر .
خبر لقاء جميل وبثينة .
فسألت عن ذلك فإذا الحديث مشهور وقيل لي إن أردت أن تخبر بمشاهدته فأت بني حنظلة فإن فيهم شيخا منهم يقال له فلان يخبرك الخبر فأتيت الشيخ فسألته فقال نعم بينا أنا في الربيع إذا أنا برجل منطو على رحله كأنه جان فسلم علي ثم قال ممن أنت يا عبد الله فقلت أحد بني حنظلة قال فانتسب فانتسبت حتى بلغت إلى فخذي الذي أنا منه ثم سألني عن بني عذرة أين نزلوا فقلت له هل ترى ذلك السفح فإنهم نزلوا من ورائه قال يا أخا بني حنظلة هل لك في خير تصطنعه إلي فو الله لو أعطيتني ما أصبحت تسوق من هذه الإبل ما كنت بأشكر مني لك عليه فقلت نعم ومن أنت أولا قال لا تسألني من أنا ولا أخبرك غير أني رجل بيني وبين هؤلاء القوم مايكون بين بني العم فإن رأيت أن تأتيهم فإنك تجد القوم في مجلسهم فتنشدهم بكرة أدماء تجر خفيها غفلا من السمعة فإن ذكروا لك شيئاً فذاك وإلا استأذنتهم في