الغريض ومعبد .
وأخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه قال حدثني إبراهيم عن يونس الكاتب قال حدثني معبد قال خرجت إلى مكة في طلب لقاء الغريض وقد بلغني حسن غنائه في لحنه .
( وما أَنْسَ مِ الأشياءِ لا أَنْسَ شادِناً ... بمكّة مَكْحولا أسِيلاً مَدامعُهْ ) .
وقد كان بلغني أنه أول لحن صنعه وان الجن نهته أن يغنيه لأنه فتن طائفة منهم فانتقلوا عن مكة من اجل حسنه فلما قدمت مكة سألت عنه فدللت على منزله فأتيته فقرعت الباب فما كلمني أحد فسألت بعض الجيران فقلت هل في الدار أحد قالوا لي نعم فيها الغريض فقلت إني قد أكثرت دق الباب فما أجابني أحد قالوا إن الغريض هناك فرجعت فدققت الباب فلم يجبنى أحد فقلت إن نفعني غنائى يوما نفعنى اليوم فاندفعت فغنيت لحني في شعر جميل .
( عَلِقتُ الهَوى منها وَلِيداً فلم يزل ... إلى اليومِ يَنْمي حبُّها ويزيدُ ) .
فو الله ما سمعت حركة الباب فقلت بطل سحري وضاع سفري وجئت أطلب ما هو عسير علي واحتقرت نفسي وقلت لم يتوهمني لضعف غنائي عنده فما شعرت إلابصائح يصيح يا معبد المغني افهم وتلق عني شعر جميل الذي تغني فيه يا شقي البخت وغنّى .
صوت .
للغريض ولم تذكر طريقته .
( وما أَنْس مِ الأشياءِ لا أَنْس قولَها ... وقد قرّبتْ نِضْوي أَمِصْرَ تريد )