سعيد بن وهب والفضل بن يحيى .
أخبرني جعفر بن قدامة حدثني أبو العيناء قال .
دخل سعيد بن وهب على الفضل بن يحيى في يوم قد جلس فيه للشعراء فجعلوا ينشدونه ويأمر لهم بالجوائز حتى لم يبق منهم أحد فالتفت إلى سعيد بن وهب كالمستنطق فقال له .
أيها الوزير إني ما كنت استعددت لهذه الحال ولا تقدمت لها عندي مقدمة فأعرفها ولكن قد حضرني بيتان أرجو أن ينوبا عن قصيدة فقال هاتهما فرب قليل أبلغ من الكثير فقال سعيد .
( مَدَح الفضلُ نفسَه بالفَعالِ ... فَعَلا عن مَدِيحنا بالمقالِ ) .
( أمرُني بمدحِه قلتُ كلا ... كبُر الفضل عن مِديح الرجالِ ) .
قال فطرب الفضل وقال له أحسنت والله وأجدت ولئن قل القول ونزر لقد اتسع المعنى وكثر .
ثم أمر له بمثل ما أعطاه كل من أنشده مديحاً يومئذ وقال لا خير فيما يجيء بعد بيتيك وقام من المجلس وخرج الناس يومئذ بالبيتين لا يتناشدون سواهما .
حدثني عمي قال حدثني ميمون بن هارون قال حدثت عن الخريمي قال .
كان الفضل بن يحيى ينافس أخاه جعفراً وينافسه جعفر وكان أنس بن أبي شيخ خاصاً بجعفر ينادمه ويأنس به في خلواته وكان سعيد بن وهب بهذه المنزلة للفضل .
فدخلت يوماً إلى جعفر ودخل إليه سعيد بن وهب فحدثه وأنشده