فحجبته واغلقت ذلك الباب فشق غضبها على عبد الملك وشكا إلى رجل من خاصته يقال له عمر بن بلال الأسدي فقال له مالي عندك إن رضيت قال حكمك .
فأتى عمر بابها وجعل يتباكى وأرسل إليها بالسلام فخرجت إليه حاضنتها ومواليها وجواريها فقلن مالك قال فزعت إلى عاتكه ورجوتها فقد علمت مكاني من أمير المؤمنين معاوية ومن أبيها بعده قلن ومالك قال ابناي لم يكن لي غيرهما فقتل أحدهما صاحبه فقال أمير المؤمنين أنا قاتل الآخر به فقلت أنا الولي وقد عفوت قال لا أعود الناس هذه العادة فرجوت أن ينجي الله ابني هذا على يدها فدخلن عليها فذكرن ذلك لها فقالت وكيف أصنع مع غضبي عليه وما أظهرت له قلن إذا والله يقتل فلم يزلن حتى دعت بثيابها فأجمرتها ثم خرجت نحو الباب فأقبل حديج الخصي قال يا أمير المؤمنين هذه عاتكة قد أقبلت قال ويلك ما تقول قال قد والله طلعت فأقبلت وسلمت فلم يرد عليها فقالت أما والله لولا عمر ما جئت إن أحد أبنية تعدى على الآخر فقتله فأردت قتل الأخر وهو الولي وقد عفا قال إني أكره أن أعود الناس هذه العادة قالت أنشدك الله يا أمير المؤمنين فقد عرفت مكانه من أمير المؤمنين معاوية ومن أمير المؤمنين يزيد وهو ببابي فلم تزل به حتى أخذت برجله فقبلتها فقال هو لك ولم يبرحا حتى اصطلحا ثم راح عمر بن بلال إلى عبد الملك فقال يا لأمير المؤمنين كيف رأيت قال رأينا أثرك فهات حاجتك قال مزرعة بعدتها وما فيها وألف دينار وفرائض لولدي وأهل بيتي وعيالي قال ذلك لك ثم اندفع عبد الملك يتمثل بشعر كثير .
( وإِني لأرعى قومها من جَلالها ... ) .
البيتين فعلمت عاتكة ما أراد فلما غني يزيد بهذا الشعر كرهته مواليه إذ كان عبد الملك تمثل به في أمه ولم يكرهه يزيد وقال لو قيل هذا الشعر فيها ثم