يزيد بإحضاره ووجه في ذلك رسولا فبعثت حبابة إلى الرسول سراً فأمرته أن يأتي ابن عائشة وأمير المدينة في خفاء ويبلغهما رسالتهما بالخروج مع معبد سراً وقالت قل لهما يستران ذلك عن أمير المؤمنين .
فلما قدم الرسول إلى عامل المدينة أبلغه ما قالت حبابة فأمر ابن عائشة بالرحلة مع معبد وقال لمعبد انظر ما تأمرك به حبابة فانتبه إليه فقال نعم فخرجا حتى قدما على يزيد وبلغ الخبر حبابة فلم تدر كيف تصنع في أمر ابن عائشة فلما حضر معبد حاكمت سلامة إليه فحكم لها فاندفعت فغنت صوتا لابن عائشة وفيه لابن سريج لحن ولحن ابن عائشة أشهرهما وهو .
( أشارت بِطَرْف العين خيفةَ أهلها ... ) .
فقال يزيد يا حبيبتي أنى لك هذا ولم أسمعه منك وهو على غاية الحسن إن لهذ لشأناً فقالت يا أمير المؤمنين هذا لحن كنت أخذته عن ابن عائشة قال ذلك الصبي قالت نعم وهذا أستاذه وأشارت بيدها إلى معبد فقال لمعبد أهذا لحن ابن عائشة أو انتحله فقال معبد هذا أصلح الله الأمير له فقال يزيد لو كان حاضراً ما كرهنا أن نسمع منه فقال معبد هو والله معي لا يفارقني فقال يزيد ويلك يا معبد احتملنا الساعة أمرك فزدتنا ما كرهنا ثم قال لحبابة هذا والله عملك قالت أجل يا سيدي قال لها هذه الشام ولا تحتمل لنا ما تحتمله المدينة قالت يا سيدي أنا والله أنا أحب أن أسمع من ابن عائشة فأحضر فلما دخل قال له صوتاً غنته حبابة .
( أشارت بطرف العين خيفة أهلَها ... ) .
فغنّاه فقال هو والله يا حبابة منه أحسن منه منك قالت أجل يا سيدي ثم قال يزيد هات يا محمد ما عندك فغنى