تفعلوا ثم دعا بعود فأحضرناه فاندفع فغنانا فشربنا وطربنا فلما فرغ قال أحسنت أملا فقلنا بلى والله جعلنا الله فداءك لقد أحسنت قال فما منعكم أن تقولوا لي أحسنت .
قلنا الهيبة والله لك قال فلا تفعلوا هذا فيما تستأنفون فإن المغني يحب أن يقال له غن ويحب أن يقال له إذا غنى أحسنت ثم غنانا صوته .
( خليليَّ هُبّا نصطبحْ بسواد ... ) .
فقلنا له يا أبا محمد من هو زياد الذي عنيته قال هو غلامي الواقف بالباب ادعوه يا غلمان فأدخل إلينا فإذا غلام خلاسي قيمته عشرون ديناراً أو نحوُها فأمسكنا عنه فقال أتسألوني عنه فأعرِّفكم إياه ويخرج كما دخل وقد سمعتم شعري فيه وغنائي أشهدكم أنه حر لوجه الله وأني زوجته أمتي فلانه فأعينوه على أمره قال فلم يخرج حتى أوصلنا إليه عشرين ألف درهم أخرجناها له من أموالنا .
أخبرني يحيى بن علي بن يحيى قال حدثني أبي قال توفي زياد غلام إسحاق الذي يقول فيه .
( وقولا لِساقينا زيادٍ يُرِقّها ... ) .
فقال إسحاق يرثيه .
( فَقَدْنا زياداً بعد طول صَحابة ... فلا زال يَسقِي الغيثُ قبرَ زياد ) .
( ستبكيك كأسٌ لم تجد من يُديِرُها ... وظمآنُ يستَبْطِي الزجاجة صادِ ) .
الأمين يطلب إسحاق فيغنيه .
أخبرني عمي قال حدثني ابن المكي عن أبيه قال