يُرويني منها الغمر ولا ينقضي مني الوطر فغاظ عبد الملك قوله وحسده فمنعه العطاء وحجبه وقصده بما كره حتى أثّر ذلك في حاله فقالت له امرأته ويحك أصدقني عن حالك هل لك جرم قال لا والله قالت فأي شيء دار بينك وبين أمير المؤمنين آخر ما لقيته فأخبرها فقالت إنا لله من ها هنا أتيت أنا أحتال لك في ذلك حتى أزيل ما جرى عليك فقد حسدك الرجل على ما وصفت به نفسك فتهيأت ولبست ثيابها ودخلت على عاتكة زوجته فقالت أسألك أن تستعدي لي أمير المؤمنين على زوجي قالت وماله قالت والله ما أدري أنا مع رجل أو حائط وإن له لسنين ما يعرف فراشي فسليه أن يفرق بيني وبينه فخرجت عاتكة إلى عبد الملك فذكرت ذلك له وسألته في أمرها فوجه إلى أيمن بن خريم فحضر فسأله عما شكت منه فاعترف به فقال أو لم أسألك عاما أول عن حالك فوصفت كيت وكيت فقال يا أمير المؤمنين إن الرجل ليتجمل عن سلطانه ويتجلد عند أعدائه بأكثر مما وصفت نفسي به وأنا القائل .
( لَقيتُ من الغانيات العُجابا ... لو ادرَكَ مني الغواني الشبابا ) .
( ولكنَّ جمعَ النساء الحسان ... عناءٌ شديد إذا المرء شابا ) .
( ولو كِلتَ بالمدِّ للغانيات ... وضاعفْتَ فوق الثياب الثيابا ) .
( إذا لم تُنِلْهُنّ من ذاك ذاك ... جحدنك عند الأمير الكتابا ) .
( يَذُدْنَ بكل عصا ذائدٍ ... ويصبِحْن كلَّ غداة صِعابا ) .
( إذا لم يُخَالَطْنَ كل الخِلاط ... أصبحن مُخْرنْطماتٍ غضابا )