( بعَمْشاء من طولِ البكاء كأنما ... بها خَزَر أوطرفها متخازرُ ) .
( تَمنَّى المُنى حتى إذا ملّت المنى ... جرَى واكِفٌ من دمعها متبادرُ ) .
( كما أرْفضّ عنها بعد ما ضمّ ضمةً ... بخيط الفتيل اللؤلؤُ المتناثرُ ) .
قال فرواه عنه رجل من أهل الشام ثم خرج بعد ذلك الشامي يريد مكة فاجتاز بأم عمرو وأختها ميلاء وقد ضل الطريق فسلم عليهما ثم سألهما عن الطريق فقالت أم عمرو يا ميلاء صِفي له الطريق فذكر لما نادت يا ميلاء شعر كعب هذا فتمثل به فعرفت أم عمرو الشعر فقالت يا عبد الله من أين أنت قال رجل من أهل الشام قالت من أين رويت هذا الشعر قال رويته عن أعرابي بالشام قالت أو تدري ما اسمه فقال سمعت أنه كعب فأقسمت عليه لا تبرح حتى تعرف أخوتنا بذلك فنحسن إليك نحن وهم وقد أنعمت علينا قال أفعل وإني لأروي له شعراً آخر فما أدري أتعرفانه أم لا فقالت نسألك بالله إلا أسمعتنا قال سمعته يقول .
( خليليّ قد قِسْتُ الأمور ورُمتُها ... بِنَفْسي وبالفِتيان كلِّ زمانِ ) .
( فلم أُخفِ سُوءاً للصديق ولم أجدْ ... خليّاً ولا ذا البَث يستويان ) .
( من الناس إنسانان دَيني عليهما ... مليئان لو شاءا لقد قَضَياني ) .
( خليليّ أمّا أُمُّ عمرو فمنهما ... وأما عن الأخرى فلا تَسَلاني ) .
( بُلينا بهجران ولم أرَ مثلَنا ... من الناس إنسانين يهتجران ) .
( أشدَّ مصافاةً وأبعدَ من قِلىً ... وأعْصَىلِواشٍ حين يكتفيان ) .
( تحدَّث طرفانا بما في صدورنا ... إذا استعجَمَت بالمنطق الشفتان )