( قوم كرام ما عدا أنهم ... صولتهم منهم على جيرانهم ) .
( أسد على الجيران أعداؤهم ... آمنة تخطر في دارهم ) .
( لو جاءهم مقتبساً جارُهم ... ما قبسوه الدهر من نارهم ) .
( وقد وترناهمْ فلم نخش مَن ... ينهض في سيره أو ثارهم ) .
( أحسنُ قوم لمواليهمُ ... إن أيسروا يَوماً لأيسارهم ) .
( شهادة الزور لهم عادة ... حقاً بها قيمة أخبارهم ) .
( وما لهم مجد سوى مسجد ... به تعدَّوا فوق أطوارهم ) .
( لو هُدم المسجد لم يُعرفوا ... يوماً ولم يسمع بأخبارهم ) .
مدحه المأمون عندما بلغ وصار في حدّ الرجال .
أخبرني محمد بن العباس اليزيدي قال أخبرني عمي عبيد الله قال حدثني عمي إسماعيل وأخي أحمد قالا .
لما بلغ المأمون وصار في حد الرجال أمرنا الرشيد أن نعمل له خطبة يقوم بها يوم الجمعة فعملنا له خطبته المشهورة وكان جهير الصوت حسن اللهجة فلما خطب بها رقَّت قلوب الناس وأبكى من سمعه فقال أبو محمد اليزيدي .
( لِتَهْنِ أميرَ المؤمنين كرامةٌ ... عليه بها شكرُ الإله وُجوبُ ) .
( بأن وليّ العهد مأمونَ هاشم ... بدا فضله إذ قام وهو خطيبُ ) .
( ولما رماه الناس من كل جانب ... بأبصارهم والعُود منه صليب ) .
( رماهم بقول أنصتوا عجباً له ... وفي دونه للسامعين عجيب )