شاعر شريف من سادات قومه هاجى الفرزدق ثم كافّه فكان الفرزدق بعد ذلك في الشدائد التي أفلت منها .
مسكين والفرزدق .
حدثني حبيب بن أوس بن نصر المهلبي قال حدثنا عمر بن شبة عن أبي عبيدة قال .
كان زياد قد أرعى مسكينا الدارمي حمى له بناجية العذيب في عام قحط حتى أخصب الناس وأحيوا ثم كتب له بئر وتمر وكساه قال فلما مات زياد رثاه مسكين فقال .
( رأيتُ زيادةَ الإسلام ولّت ... جِهاراً حين ودّعَنا زيادُ ) .
فعارضه الفرزدق وكان منحرفاً عن زياد لطلبه إياه وإخافته له فقال .
( أمسكينُ أبكى الله عينَك إنما ... جرَى في ضلال دَمْعُها فتحدّرا ) .
( بكيتَ على عِلْج بمَيسان كافر ... ككسرى على عِدِّانِه أو كقيصرا ) .
( أقول له لما أتاني نعيُّه به ... لا بظبي بالصريمة أعفرا ) .
فقال مسكين يجيبه .
( ألا أيها المرء الذي لستُ قاعداً ... ولا قائماً في القوم إلا انبرى ليا ) .
( فجئني بعمٍّ مثل عميَ أو أبٍ ... كمثل أبي أو خالِ صدق كخاليا )