أخبرني أبو الحسن الأسدي قال حدثني سليمان بن أبي شيخ قال حدثني مصعب بن عبد الله الزبيري قال حدثني مصعب بن عثمان قال حدثني عبيد الله بن عروة بن الزبير قال .
خرجت وأنا غلام أدور في السكك بالمدينة فانتهيت إلى فناء مرشوش وشاب جميل الوجه جالس فلما رآني دعاني ثم قال لي من أنت يا غلام فقلت عبيد الله بن عروة بن الزبير فقال اجلس فجلست فدعا بالغداء فتغدينا جميعا ثم قال يا جارية فأقبلت جارية تتهادى كأنها مهاة وفي يدها قنينية فيها شراب صاف وقلة ماء وكأس فقال لها اسقيني فصبت في الكأس وسكبت عليه ماء وناولته فشرب ثم قال اسقيه فصبت في الكأس وسكبت عليه ماء وناولتني فلما وجدت رائحته بكيت فقال ما يبكيك يا بن أخي فقلت إن أهلي إن وجدوا رائحة هذامني ضربوني فأقبل على الجارية بوجهه وقال لها يخاطبها .
( ألا سقّني كأسي ودعْ عنكَ من أبى ... وروَّ عظاماً قَصْرُهن إلى بِلى ) .
فأخذته من يدي وأعطتْه فشربه وقمت فلما جاوزته سألت عنه فقيل لي هذا خالد بن أبي أيوب الأنصاري الذي يقول فيه الشاعر .
( إذا أنتَ نادمت العُتَيْر وذا النّدى ... جُبَيْراً ونازعتَ الزجاجة خالداً ) .
( أمِنت بإذن الله أن تقرعَ العصا ... وأن يوقظُوا من سَكرةِ النوم راقدا ) .
( وصرتَ بحمدِ الله في خير عُصبةٍ ... حسانِ النّدَامى لا تخاف العَرابدا )