إن يكن قد ساءكم قُربي ... فخلُّوا لي سبيلا ) .
( وأتمّوا يومكم ... سرّكم الله طويلا ) .
قال فرققنا له واعتذرنا إليه وقلنا له والله ما نلتذ إلا بقربك وأتيناه بثوب فلبسه وأتممنا يومنا ذلك معه .
أخبرني جحظة قال حدثني ميمون بن هارون قال .
تقدم جعيفران إلى أبي يوسف الأعور القاضي بسر من رأى في حكومة في شيء كان في يده من وقف له فدفعه عنه وقضى عليه فقال له أراني الله أيها القاضي عينيك سواء فأمسك عنه وأمر برده إلى داره .
فلما رجع أطعمه ووهب له دراهم ثم دعا به فقال له ماذا أردت بدعائك أردت أن يرد الله على بصري ما ذهب فقال له والله لئن كنت وهبت لي هذه الدراهم لأسخر منك لأنت المجنون لا أنا أخبرني كم من أعور رأيته عمي قال كثيراً قال فهل رأيت أعور صح قط قال لا قال فكيف توهمت عليّ الغلط فضحك وصرفه .
جعيفران يمدح أبا دلف .
أخبرني محمد بن جعفر النحوي صهر المبرد قال حدثني أحمد بن القاسم البرتي قال حدثني علي بن يوسف قال .
كنت عند أبي دلف القاسم بن عيسى العجلي فاستأذن عليه حاجبه لجعيفران الموسوس فقال له أي شيء اصنع بموسوس قد قضينا حقوق العقلاء وبقي علينا حقوق المجانين فقلت له جعلت فداء الأمير موسوس أفضل كثير من العقلاء وإن له لسانا يتّقى وقولا مأثورا يبقى فالله الله أن تحجبه فليس عليك منه أذى ولا ثقل فأذن له فلما مثل بين يديه قال .
( يا أكرمَ العالم موجودا ... ويا أعزّ الناسِ مفقودا )