اعتلّ وتحركت عليه السوداء فهو يدور في الدار طول ليلته ويقول .
( طاف به طَيف من الوسواسِ ... نَفّر عنه لَذَّةَ النُّعاسِ ) .
( فما يُرَى يأنس بالأناس ... ولا يلَذّ عِشْرة الجُلاّس ) .
( فهو غريب بين هذا الناس ... ) .
حتى أصبح وهو يرددها ثم سقط كأنه بقلة ذابلة .
قال علي وحدثني علي بن رستم النحوي قال حدثني سلمة بن محارب قال .
مررت ببغداد فرأيت قوما مجتمعين على رجل فقلت ما هذا فقالوا جعيفران المجنون فقلت قل بيتاً بنصف درهم قال هاته فأعطيته فقال .
( لجَّ ذا الهمُّ واعتلَج ... كلّ همّ إلى فرج ) .
ثم قال زد إن شئت حتى أزيدك .
قال علي وحدثني عبد الله بن عثمان عن أبيه قال .
غاب عنا جعيفران أياماً ثم جاءنا والصبيان يشدون خلفه وهو عريان وهم يصيحون به يا جعيفران يا خرا في الدار فلما بلغ إلي وقف وتفرقوا عنه فقال يا أبا عبد الله .
( رأيتُ الناس يدعوني ... بمجنون على حالي ) .
( وما بي اليومَ من جِنٍّ ... ولا وسواسِ بَلبال )