وبلغت الأبيات مالكاً فطلبه فهرب فأتى البصرة وعليها إسحاق بن العباس بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب وكان بلغه هجاء دعبل وابن أبي عيينة نزاراً .
فأما ابن أبي عيينة فإنه هرب منه فلم يظهر بالبصرة طول أيامه وأما دعبل فإنه حين دخل البصرة بعث فقبض عليه ودعا بالنطع والسيف ليضرب عنقه فجحد القصيدة وحلف بالطلاق على جحدها وبكل يمين تبرىء من الدم أنه لم يقلها وأن عدواً له قالها إما أبو سعد المخزومي أو غيره ونسبها إليه ليغري بدمه وجعل يتضرع إليه ويقبل الأرض ويبكي بين يديه فرق له فقال أما إذا أعقيتك من القتل فلا بد من أن أشهرك ثم دعا بالعصا فضربه حتى سلح وأمر به فألقي على قفاه وفتح فمه فرد سلحه فيه والمقارع تأخذ رجليه وهو يحلف ألا يكف عنه حتى يستوفيه ويبلعه أو يقتله فما رفعت عنه حتى بلع سلحه كله ثم خلاه فهرب إلى الأهواز .
وبعث مالك بن طوق رجلاً حصيفاً مقداماً وأعطاه سما وأمره أن يغتاله كيف شاء وأعطاه على ذلك عشرة آلاف درهم لم يزل يطلبه حتى وجده في قرية من نواحي السوس فاغتاله في وقت من الأوقات بعد صلاة العتمة فضرب ظهر قدمه بعكاز لها زج مسموم فمات من غد ودفن بتلك القرية .
وقيل بل حمل إلى السوس فدفن فيها وأمر إسحاق بن العباس شاعراً يقال له الحسن بن زيد ويكنى أبا الذلفاء فنقض قصيدتي دعبل وابن أبي عيينة بقصيدة أولها