يا فاعل مثل دعبل تنفيه خزاعة والله لو كان من غيرها لرغبت فيه حتى تدعيه دعبل والله يا أخي خزاعة كلها .
دعبل والمطلب بن عبد الله بن مالك .
أخبرني محمد بن المرزبان قال حدثني إبراهيم بن محمد الوراق عن الحسين بن أبي السري عن عبد الله بن أبي الشيص قال حدثني دعبل قال .
حججت أنا وأخي رزين وأخذنا كتباً إلى المطلب بن عبد الله بن مالك وهو بمصر يتولاها فصرنا من مكة إلى مصر فصحبنا رجل يعرف بأحمد بن فلان السراج نسي عبد الله بن أبي الشيص اسم أبيه فما زال يحدثنا ويؤانسنا طول طريقنا ويتولى خدمتنا كما يتولاها الرفقاء والأتباع .
وأريناه حسن الأدب وكان شاعراً ولم نعلم وكتمنا نفسه وقد علم ما قصدنا له فعرضنا عليه أن يقول في المطلب قصيدة ننحله إياها .
فقال إن شئتم وأرانا بذلك سروراً وتقبلاً له فعملنا قصيدة وقلنا له تنشدها المطلب فإنك تنتفع بها .
فقال نعم ووردنا مصر به فدخلنا إلى المطلب وأوصلنا إليه كتباً كانت معنا وأنشدناه .
فسر بموضعنا ووصفنا له أحمد السراج هذا وذكرنا له أمره فأذن له فدخل عليه ونحن نظن أنه سينشد القصيدة التي نحلناه إياها فلما مثل بين يديه عدل عنها وأنشده .
( لم آت مطّلِباً إلا بمطّلب ... وهمةٍ بلَغت بي غاية الرُّتب )