حسنة منهم بإزاء سيئة قال حين يقول ماذا قال حين يقول في المطلب بن عبد الله بن مالك وهو أصدق الناس له وأقربهم منه وقد وفد إليه إلى مصر فأعطاه العطايا الجزيلة وولاه ولم يمنعه ذلك من أن قال فيه .
( اضرِب ندَى طلحةِ الطّلحات متئداً ... بلَوْم مطّلب فينا وكن حكما ) .
( تخرجْ خزاعة من لؤم ومن كرم ... فلا تُحسُّ لها لؤماً ولا كرما ) .
قال فقال المأمون قاتله الله ما أغوصه وألطفه وأدهاه وجعل يضحك ثم دخل عبد الله بن طاهر فقال له أي شيء تحفظ يا عبد الله لدعبل فقال أحفظ أبياتاً له في أهل بيت أمير المؤمنين قال هاتها ويحك فأنشده عبد الله قول دعبل .
( سَقياً ورَعياً لأيام الصباباتِ ... أيام أرفُل في أثواب لذاتي ) .
( أيام غصني رَطيب من لَيانته ... أصبو إلى غير جارات وكَنّات ) .
( دعْ عنك ذكرَ زمان فات مطلبُه ... واقذِف برِجلِك عن مَتن الجهالات ) .
( واقصِد بكل مديح أنت قائله ... نحو الهُداة بنى بَيت الكرامات ) .
فقال المأمون إنه قد وَجد والله مقالاً فقال ونال ببعيد ذكرهم مالا يناله في وصف غيرهم ثم قال المأمون لقد أحسن في وصف سفر سافره فطال ذلك السفر عليه فقال فيه .
( ألمْ يأنِ للسَّفر الذين تَحملوا ... إلى وطنٍ قبل الممات رجوع ) .
( فقلتُ ولم أملكِ سوابق عَبرة ... نطقن بما ضُمت عليه ضلوع )