فجعل إبراهيم يسوفهم ولا يرون له حقيقة إلى أن خرج إليهم رسوله يوما وقد اجتمعوا وضجوا فصرّح لهم بأنه لا مال عنده فقال قوم من غوغاء أهل بغداد أخرجوا إلينا خليفتنا ليغني لأهل هذا الجانب ثلاثة أصوات ولأهل هذا الجانب ثلاثة أصوات فتكون عطاء لهم فأنشدني دعبل بعد ذلك بأيام قوله .
( يا معشَرَ الأجناد لا تقنَطوا ... وارضَوْا بما كان ولا تَسخطوا ) .
( فسوف تعطَون حُنَيْنِيّة ... يلتذها الأمرد والأشمط ) .
( والمعبَدِيّات لقوّادكم ... لا تدخل الكِيس ولا تُربط ) .
( وهكذا يَرزق قوّاده ... خليفةٌ مُصحفُه البَرْبط ) .
وزادني فيها جعفر بن قدامة .
( قد خَتم الصك بأرزاقكم ... وصحّح العزمَ فلا تسخطوا ) .
( بَيعة إبراهيم مشؤومة ... يُقتَل فيها الخلق أو يُقْحَطُ ) .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا ابن مهرويه قال حدثني أبو علي يحيى بن محمد بن ثوابةالكاتب قال حدثني دعبل قال .
كان لي صديق متخلف يقول شعرا فاسدا مرذولا وأنا أنهاه عنه إذا أنشدني فأنشدني يوما .
( إنّ ذا الحُبّ شديدٌ ... ليسَ يُنجيه الفِرارُ ) .
( ونجا مَن كان لا يعشق ... من ذلّ المخازي )