( جاءنا دِعبِل بِثلج من الشعر ... فجادت سماؤنا بالثلوج ) .
( نزل الرّيّ بعد ما سكن البردُ ... وقد أينَعَتْ رياض المروج ) .
( فكسانا بِبرده لا كساه الله ... ثوباً من كُرْسُف محلوج ) .
قال فألقى الرقعة في دِهليز دِعبِل فلما قرأها ارتحل عن الرّيّ .
أخبرني محمد بن عمران قال حدثنا العنزي قال حدثنا أبو خالد الأسلمي قال .
عرضت لدعبل حاجة إلى صالح بن عطية الأضجم فقصر عنها ولم يبلغ ما أحبه دعبل فيها فقال يهجوه .
( أحسنُ ما في صالح وجهه ... فقِسْ على الغائب بالشاهد ) .
( تأملَتْ عيني له خِلقة ... تدعو إلى تَزنية الوالد ) .
فتحمل عليه صالح بي وبجماعة من إخوانه حتى كف عنه وعرض عليه قضاء الحاجة فأباها .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثني محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثني أبي قال .
فخر قوم من خزاعة على دعبل بن علي يقال لهم بنو مكلم الذئب وكان جدهم جاء إلى النبي أن الذئب أخذ من غنمه شاة فتبعه فلما غشيه بالسيف قال له ما لي ولك تمنعني رزق الله قال فقلت يا عجبا لذئب يتكلم فقال أعجب منه أن محمداً نبي قد بعث بين أظهركم وأنتم لا تتبعونه فبنوه يفخرون بتكليم الذئب جدهم فقال دعبل بن علي يهجوهم .
تِهْتُمْ علينا بأنّ الذئب كلمكمْ ... فقد لَعَمري أبوكم كلَّم الذيبا )