رأيت مسلم بن الوليد الأنصاري يوماً عند أبي ثم خرج من عنده فلقيه ابن أبي عيينة فسلم عليه وتحفى به ثم قال له ما خبرك مع خالد قال الخبر الذي تعرفه ثم أنشده قوله فيه .
( يا حفصُ عاطِ أخاك عاطِهْ ... كأساُ تُهيج من نشاطِهْ ) .
قال ومسلم يبتسم من هجائه إياه حتى مر فيها كلها ثم ختمها بقوله .
( وإذا تطاولت الرؤوس ... ُ فغطِّ رأسَك ثم طاطِهْ ) .
فقال مسلم مه إنا لله هتكته والله وأخزيته وإنما كنت أظن أنك تمزح وتهزل إلى آخر قولك حتى ختمته بالجد القبيح وأفرطت فيما خرجت به إليه ثم مضى وهو يقول فضحته والله هتكته والله .
أخبرني عمي قال حدثني أحمد بن يزيد قال حدثني أبي قال .
لقي دعبل أبا عيينة فقال له .
( ياحفصِ عاط أخاكَ عاطِهْ ... كأساً تُهيج من نشاطِهْ ) .
( صِرْفاً يعود لِوقعِها ... كالظبي أُطلق من رِباطه ) .
( صَبًّا طوَتْ عنه الهمومُ ... نَعيمه بعد انبساطه ) .
( فبكى وحقّ له البكا ... لشقائه بعد اغتباطه )