يستأذنه في الإنشاد فقال ذاك إلى أبي محمد يعنيني وكان على التيمي عاتباً فكره أن يمنعه لعلمه بما بيننا من المودة فقلت له أنشد إذ جعل الأمر إلي فأرجو أن يجعل أمر الجائزة أيضاً إلي فتبسم عمرو وأنشده التيمي .
( يا أبا الفضل كيف تغفل عني ... أم تَخلَّى عند الشدائد منّي ) .
( أنسيت الإخاء والعهد والودّ ... حديثاً ما كان ذلك ظني ) .
( أنا مَن قد بلوتَ في سالف الدهر ... مضَت شِرّتي ولم تفنَ سني ) .
( فاصطنعني لما ينوب به الدهر ... فإني أجوز في كل فن ) .
( أنا ليث على عدوّك سِلْمٌ ... لك في الحرب فابتذلني وصِلْني ) .
( أنا سيف يوم الوغى وسنان ... ومجنٌ إن لم تَثق بمجن ) .
( أنا طَبّ في الرأْي في موضع الرأْي ... معين على الخصيم المعَنَّ ) .
( وأمينٌ على الودائع والسرّ ... إذا ما هوِِيت أن تأتمني ) .
قال فأقبل عليّ عمرو وهو يضحك وقال أتعلم هذا الغناء منك أم كان يعلمه قديماً فقلت له لم يكذب أعزك الله فقال أفي هذا وحده أو في الجميع فقلت أما في هذا فأنا أحق كذبة والله أعلم بالباقي ثم أنشده .
( وإذا ما أردتَ حجّاً فرحّالٌ ... دليلٌ إن نام كلّ ضِفَنَّ ) .
فقال له إذا عزمنا على الحج امتحناك في هذا فإني أراك تصلح له ثم أنشده