قال لي المتوكل يوماً وفضل واقفة بين يديه يا علي كان بيني وبين فضل موعد فشربت شرباً فيه فضل فسكرت ونمت وجاءتني للموعد فحركتني بكل ما ينتبه به النائم من قَرص وتحريك وغمز وكلام فلم أنتبه فلما علمت أنه لا حيلة لها في كتبت رقعة ووضعتها على مخدتي فانتبهت فقرأتها فإذا فيها .
( قد بَدا شِبْهك يا مولايَ ... يَحْدُو بالظلامِ ) .
( قُمْ بِنا نَقْضِ لُبناتِ ... التزامٍ والتثامِ ) .
( قَبْل أنْ تَفْضَحنا عَوْدةُ ... أرواحِ النِّيامِ ) .
أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدثني أحمد بن أبي طاهر قال .
كانت فضل الشاعرة تهاجي خنساء جارية هشام المكفوف وكانت شاعرة وكان أبو شبل عاصم بن وهب يعاون فضلاً عليها ويهجوها مع فضل وكان القصيدي والحفصي يعينان خنساء على فضل وأبي شبل فقال أبو شبل على لسان فضل .
( خنساءُ طِيري بجَنَاحَيْنِ ... أصبَحْتِ مَعْشوقَةَ نَذْلَيْن ) .
( مَن كان يهوَى عاشقاً واحداً ... فأنت تَهْوَيْنَ عَشيقَيْن ) .
( هذا القصيديّ وهذا الفتىالحفصي ... قد زاراكِ فَرْدَيْنِ ) .
( نَعِمْتِ من هذا وهذا كما ... يَنْعم خِنزير بحُشَّيْنِ ) .
فقالت خنساء تجيبها .
( ماذا مَقالٌ لكِ يا فضلُ بَلْ ... مقالٌ خِنزيريْن فَرْدَينِ ) .
( يُكْنَى أبا الشبلِ ولو أبصَرَتْ ... عيناهُ شِبلاً راثَ كُرَّيْنِ )