ناحية مجلسه وأبو العتاهية ينشده ثم قام إليه الجماز فواجهه وأنشد قول سلم الخاسر فيه .
( ما أقبح التزهيدَ من واعظٍ ... يُزَهِّدُ الناسَ ولا يَزْهَدُ ) .
( لو كان في تزهيدِه صادقاً ... أضحى وأمسى بيتَه المسجدُ ) .
وذكر الأبيات كلها فقال أبو العتاهية من هذا أعز الله الأمير قال هذا الجماز وهو ابن أخت سلم الخاسر انتصر لخاله منك حيث قلت له .
( تعالَى اللهُ يا سلم بنَ عمرو ... أذلّ الحرصُ أعناق الرجالِ ) .
قال فقال أبو العتاهية للجماز يا بن أخي إني لم أذهب في شعري الأول حيث ذهب خالك ولا أردتُ أن أهتف به ولا ذهبت أيضاً في حضوري وإنشادي حيث ذهبت من الحرص على الرزق والله يغفر لكما ثم قام فانصرف .
أخبرني عمي عن أحمد بن أبي طاهر عن أبي هفان قال .
وصل إلى سلم الخاسر من آل برمك خاصة سوى ما وصل إليه من غيرهم عشرون ألف دينار ووصل إليه من الرشيد مثلها .
أخبرني محمد بن العباس اليزيدي قال حدثني عماي عبيد الله والفضل عن أبيهما عن أبي محمد اليزيدي .
أنه حضر مجلس عيسى بن عمر وحضر سلم الخاسر فقال له يا أبا محمد اهجني على روي قصيدة امرىء القيس .
( رُبَّ رامٍ مِنْ بَني ثُعَلٍ ... مُخْرجٌ كفيه في سُتَرِهْ ) .
قال فقلت له ما دعاك إلى هذا قال كذا أريد فقلت له يا هذا أنا وأنت أغنى الناس عما تستدعيه من الشر فلتسعك العافية فقال إنك لتحتجز