جمعنا الواثق يوماً بعقب علة غليظة كان فيها فعوفي وصح جسمه فدخلت إليه مع المغنين وعودي في يدي فلما وقعت عيني عليه من بعيد وصرت بحيث يسمع صوتي ضربت وغنيت في شعر قلته في طريقي إليه وصنعت فيه لحناً وهو .
صوت .
( اسْلَمْ وعَمَّرك الإله لأُمَّةٍ ... بك أصبَحْت قَهَرتْ ذَوِي الإلحادِ ) .
( لو تَسْتَطِيعُ وَقَتك كُلَّ أَذِيَّةٍ ... بالنّفْسِ والأموَال والأولادِ ) .
فضحك وسر وقال أحسنت يا عبد الله وسررتني وتيمنت بابتدائك ادن مني فدنوت منه حتى كنت أقرب المغنين إليه ثم استعادني الصوت فأعدته ثلاث مرات وشرب عليه ثلاثة أقداح وأمر لي بعشرة آلاف درهم وخلعة من ثيابه .
حدثني الصولي قال حدثني عون بن محمد الكندي قال .
كان عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع يهوى جارية نصرانية فجاءته يوماً تودعه فأعلمته أن أباها يريد الانحدار إلى بغداد والمضي بها معه فقال في ذلك وغنى فيه .
صوت .
( أفدِي التي قُلتُ لها ... والبَينُ منّا قد دَنَا ) .
( فَقدُكِ قد أَنحلَ جِسْمِي ... وأَذاب البَدَنا ) .
( قالت فماذا حِيلَتي ... كذاك قد ذبتُ أنا ) .
( باليَأْس بعدِي فاقتنع ... قلت إذاً قَلّ الغَنَا ) .
حدثني الصولي قال حدثني عون بن محمد قال حدثني علي بن عيسى ابن جعفر الهاشمي قال