فهو حر لئن لم تحتالي فيها حتى أتزوجها لأضربنك ضربة بالسيف وكان مقداماً جسوراً ففرقت منه فدخلت على صهباء وأهلها فتحدثت معهم ثم ذكرت ابن عمها فقالت لعمة صهباء ما باله فارقها فأخبرتها خبرها وقالت لم يقدر عليها وعجز عنها فقالت لها وأسمعت صهباء إن هذا ليعتري كثيراً من الرجال فلا ينبغي أن تتقدموا في أمرها إلا على من تختبرونه وأما والله لو كان ابن جحش لصهباء لثقبها ثقب اللؤلؤ ولو رتقت بحجر ثم خرجت من عندهم فأرسلت إليها صهباء مري ابن جحش فليخطبني فلقيته قطنة فأخبرته الخبر فمضى فخطبها فأنعمت له وأبى أهلها إلا عيسى بن طلحة وأبت هي إلا ابن جحش فتزوجته ودخل بها وافتضها وأحب كل واحد منهما صاحبه فقال فيها .
( نِعْم الضّجِيعُ إذا النُجومَ تَغوَّرت ... بالغَوْر أُولاها على أُخراها ) .
( عَذْبٌ مُقبَّلُها وثيرٌ رِدْفُها ... عَبْلٌ شَواها طَيِّب مَجْناها ) .
( صفراءُ يَطوِيها الضجِيعُ لِجَنِبِها ... طَيَّ الحِمالة لَيِّن مَتْنَاها ) .
( لو يَسْتَطِيع ضجِيعُها لأجنّها ... في الجَوْف حبّ نسميها ونشاها ) .
( يا دارَ صَهباء التي لا أنتَهِي ... عن ذكرها أبداً ولا أنْساها ) .
عبد الملك بن مروان يعجب بشعره .
أخبرني حبيب بن نصر المهلبي قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدثني عبد الرحيم بن أحمد بن زيد بن الفرج قال حدثني محمد بن عبد الله قال .
كان عبد الملك بن مروان معجباً بشعر عبد الله بن جحش فكتب إليه يأمره بالقدوم عليه فورد كتابه وقد توفي فقال إخوانه لابنه