كتب الوليد بن يزيد في إشخاص أشعب من الحجاز إليه وحمله على البريد فحمل إليه فلما دخل أمر بأن يلبس تبانا ويجعل فيه ذنب قرد ويشد في رجليه أجراس وفي عنقه جلاجل ففعل به ذلك فدخل وهو عجب من العجب فلما رآه ضحك منه وكشف عن أيره قال أشعب فنظرت إليه كأنه ناي مدهون فقال لي اسجد للأصم ويلك يعني أيره فسجدت ثم رفعت رأسي وسجدت أخرى فقال ما هذا قلت الأولى للأصم والثانية لخصيتيك فضحك وأمر بنزع ما كان ألبسنيه ووصلني ولم أزل من ندمائه حتى قتل .
أخبرني محمد بن مزيد قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال .
قال رجل لأشعب إنه أهدي إلى زياد بن عبد الحارثي قبة أدم قيمتها عشرة آلاف درهم فقال امرأته الطلاق لو أنها قبة الإسلام ما ساوت ألف درهم فقيل له إن معها جبة وشيٍ حشوها قز قيمتها عشرون ألف دينارٍ فقال أمه زانية لو أن حشوها زغب أجنحة الملائكة ما ساوت عشرين ديناراً .
أخبرني عمي قال حدثني أبو أيوب المدائني قال حدثني مصعب بن عبد الله الزبيري عن أبيه قال حدثني أشعب قال .
ولي المدينة رجل من ولد عامر بن لؤي وكان أبخل الناس وأنكدهم وأغراه الله بي يطلبني في ليله ونهاره فإن هربت منه هجم على منزلي بالشرط وإن كنت في موضع بعث إلى من أكون معه أو عنده يطلبني منه فيطالبني بأن أحدثه وأضحكه ثم لا أسكت ولا ينام ولا يطعمني ولا يعطيني فلقيت منه جهداً عظيماً وبلاء شديداً وحضر الحج فقال لي يا أشعب كن معي فقلت بأبي أنت وأمي أنا عليل وليست لي نية في الحج فقال عليه وعليه