أعمارهم وأنا أبادر بهم الموت أحب أن يحضروا معي .
ثم دعا يحي بن الحكم وكان يقول من أراد أمرا فليشاور يحي بن الحكم فإذا أشار عليه بأمر فليعمل بخلافه فقال ما ترى في المسير إلى العراق قال أرى أن ترضى بالشام وتقيم بها وتدع مصعبا بالعراق فلعن الله العراق فضحك عبد الملك .
ودعا عبد الله بن خالد بن أسيد فشاوره فقال يا أمير المؤمنين قد غزوت مرة فنصرك الله ثم غزوت ثانية فزادك الله بها عزاً فأقم عامك هذا .
فقال لمحمد بن مروان ما ترى قال أرجو أن ينصرك الله أقمت أم غزوت فشمر فإن الله ناصرك فأمر الناس فاستعدوا للمسير فلما أجمع عليه قالت عاتكة بنت يزيد بن معاوية زوجته يا أمير المؤمنين وجه الجنود وأقم فليس الرأي أن يباشر الخليفة الحرب بنفسه فقال لو وجهت أهل الشام كلهم فعلم مصعب أني لست معهم لهلك الجيش كله ثم تمثل .
( ومُسْتَخبِرٍ عنّا يُرِيد بنا الرَّدَى ... ومُستَخبراتٍ والعُيونُ سواكِبُ ) .
ثم قدم محمد بن مروان ومعه عبد الله بن خالد بن أسيد وبشر بن مروان ونادى مناديه إن أمير المؤمنين قد استعمل عليكم سيد الناس محمد بن مروان وبلغ مصعب بن الزبير مسير عبد الملك فأراد الخروج فأبى عليه أهل البصرة