( وبكاه مُصحَفةُ وصدْرُ قَناتِه ... والمُسلمِون ودَوْلَةُ السُّلطانِ ) .
( وغدت تُعقَّر خَيلُه وتُقُسِّمت ... أدراعُه وسَوابِغُ الأبدانِ ) .
( أَفتُحمَد الدُّنيا وقد ذَهَبَتْ بمَنْ ... كان المُجِيرَ لنا من الحَدَثَانِ ) .
تشوّقه بغداد وهو بالجبل .
أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي قال أنشدني أبو غسان دماذ لبكر بن النطاح يتشوق بغداد وهو بالجبل يومئذ .
( نَسِيمُ المُدامِ وبَرْد السَّحرْ ... هما هيَّجا الشّوقَ حتى ظَهَرْ ) .
( تقول اجتَنِب دارَنا بالنّهار ... وزُرْنا إذا غاب ضوءُ القَمَرْ ) .
( فإنّ لنا حَرَساً إن رأوْكَ ... نَدِمْتَ وأُعطُوا عليك الظَّفَرْ ) .
( وكم صَنَعَ الله بغدادَ من بلدةٍ ... وساكنَ بَغْداد صَوْبَ المَطَرْ ) .
( ونُبِّئْتُ أنّ جَوارِي القُصُورِ ... صَيَّرن ذِكْرِي حديثَ السَّمَرْ ) .
( ألا رُبَّ سائلةٍ بالعراق ... عنِّي وأخرى تُطِيل الذِّكَرْ ) .
( تقول عَهِدْنا أبا وائِلٍ ... كظَبْي الفَلاة المَلِيح الحَوَرْ ) .
( لياليَ كنتُ أَزور القِيانَ ... كأنَّ ثِيابِي بَهارُ الشّجَرْ ) .
حدثني جعفر بن قدامة قال حدثني ميمون بن هارون قال .
كان بكر بن النطاح يهوى جارية من جواري القيان وتهواه وكانت لبعض الهاشميين يقال لها درة وهو يذكرها في شعره كثيراً وكان يجتمع معها في منزل رجل من الجند من أصحاب أبي دلف يقال له الفرز فسعى به إلى مولاها وأعلمه أنه قد أفسدها وواطأها على أن تهرب معه إلى الجبل فمنعه من لقائها