( وكأنَّه رُوحٌ تُدَبِّرنا ... حَرَكاتُه وكأنَّنا جَسَدُ ) .
فاستحسنها المأمون وقال لأبي محمد احتكم له فقال أمير المؤمنين أولى بالحكم ولكن إن أذن لي في المسألة سألت له فأما الحكم فلا فقال سل فقال يلحقه بجوائز مروان بن أبي حفصة فقال ذلك والله أردت وأمر بأن تعد أبيات قصيدته ويعطى لكل بيت ألف درهم فعدت فكانت خمسين فأعطي خمسين ألف درهم .
من مدائحه للمأمون والمطلب بن عبد الله .
قال الأصبهاني وله في المأمون والحسن بن سهل خاصة مدائح شريفة نادرة من عيونها قوله في المأمون في قصيدة أولها .
( العُذرُ إن أَنصفتَ مُتَّضِحُ ... وشَهِيدُ حُبِّك أَدمعٌ سُفُحُ ) .
( فضَحَت ضَمِيرَك عن وَدائِعِه ... إنّ الجُفونَ نَواطِقٌ فُصُح ) .
( وإذا تكلمَّت العُيون على ... إعجامِها فالسٍّر مُفتضِحُ ) .
( رُبما أَبيتُ مُعانِقي قَمَرٌ ... للحُسْن فيه مخايل تَضِحُ ) .
( نَشَر الجمالُ على مَحاسِنه ... بِدَعَاً وأَذهَبَ هَمَّه الفَرحُ ) .
( يَخْتال في حُلَلِ الشّباب به ... مَرَحٌ ودَاؤُك أَنه مَرِحُ ) .
( ما زال يُلثِمُني مراشِفَه ... ويَعُلُّني الإِبريقُ والقَدَحُ ) .
( حتى استرَّد الَّليلُ خِلْعَتَه ... ونَشَا خِلالَ سَوادِه وَضَحُ ) .
( وَبَدا الصَّباحُ كأن غُرَّتَه ... وَجهُ الخَلِيفةِ حين يُمتَدَحُ ) .
يقول فيها .
( نَشَرت بك الدُّنيا محاسِنَها ... وتَزَيَّنت بصفاتِكَ المِدَحُ ) .
( وكأَنَّ ما قد غابَ عنك له ... بإزاء طرفك عارِضاً شبحُ )