( أتَتْكَ المَطَايا تَهْتَدِي بمَطِيَّة ... عليها فَتىً كالنَّصْل مُؤنِسُه النَّصْلُ ) .
يقول فيها .
( وَرَدتُ رِواقَ الفَضْل آملُ فَضلَه ... فحَطَّ الثَّناءَ الجَزْلَ نائِلُه الجَزْلُ ) .
( فتىً تَرْتَعِي الآمالُ مُزنَةَ جُودِه ... إذا كان مَرْعَاهَا الأَمانِيُّ والمَطْلُ ) .
( تساقطُ يُمناه النَّدى وشِمالُه الرَّدَى ... وعُيون القَوْل مَنطِقُه الفَصْلُ ) .
( أَلحّ على الأيام يَفرِي خُطوبَها ... على مَنْهجٍ أَلْفى أباه به قبْلُ ) .
( أَنافَ به العلياءَ يَحْيِى وَخَالِدٌ ... فلَيس له مِثْلٌ ولا لَهُما مِثْلُ ) .
( فُروعٌ أصابت مَغْرِساً مُتَمَكِّناً ... وأَصْلاً فطابت حيث وجّهها الأَصلُ ) .
( بكفِّ أبي العَبّاس يُستَمطَر الغِنَى ... وتُستَنْزَل النُّعمى ويُسْتَرعَف النَّصلُ ) .
قال فطرب الفضل طربا شديداً وأمر بأن تعد الأبيات فعدت فكانت ثمانين بيتا فأمر له بثمانين ألف درهم وقال لولا أنها أكثر ما وصل به الشعراء لزدتك ولكنه شأوٌ لا يمكنني أن أتجاوزه يعني أن الرشيد رسمه لمروان ابن أبي حفصة وأمره بالجلوس معه والمقام عنده لمنادمته فأقام عنده وشرب معه وكانت على رأس الفضل وصيفة تسقيه كأنها لؤلؤة فلمح الفضل مسلماً ينظر إليها فقال قد وحياتي يا أبا الوليد أعجبتك فقل فيها أبياتاً حتى أهبها لك فقال .
( إن كُنتِ تَسْقِين غيرَ الرَّاح فاسقِينِي ... كأْساً ألذّ بها من فِيكِ تَشْفِيني )