دعبل يأخذ عن مسلم ويستقي من بحره .
أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدثني إبراهيم بن محمد الوراق قال حدثني الحسين بن أبي السري قال .
كان مسلم بن الوليد أستاذ دعبل وعنه أخذ ومن بحره استقى وحدثني دعبل أنه كان لا يزال يقول الشعر فيعرضه على مسلم فيقول له إياك أن يكون أول ما يظهر لك ساقطاً فتعرف به ثم لو قلت كل شيء جيداً كان الأول أشهر عنك وكنت أبداً لا تزال تعير به حتى قلت .
( أينَ الشَّبابُ وأيّةَ سَلَكا ... ) .
فلما سمع هذه قال لي أظهر الآن شعرك كيف شئت .
قال الحسين وحدثني أبو تمام الطائي قال .
ما زال دعبل متعصباً لمسلم مائلاً إليه معترفاً بأستاذيته حتى ورد عليه جرجان فجفاه مسلم وهجره دعبل فكتب إليه .
( أبا مَخْلَدٍ كُنَّا عَقِيدَيْ مَوَدّة ... هَوانَا وقَلْبانا جَميعاً مَعاً مَعَا ) .
( أحوطُك بالغَيْب الذي أنتَ حائِطي ... وأَجزَعُ إشفاقاً بأَنْ تَتَوَجَّعا ) .
( فصَيَّرتَني بعد انْتِكاثِك مُتْهِماً ... لنفسي عليها أرهَبُ الخَلْق أَجْمَعَا ) .
( غَشَشْتَ الهوى حتى تداعَتْ أُصولُه ... بنا وابتَذَلْتَ الوَصلَ حتى تَقطَّعا ) .
( وأنزلتَ من بين الجَوانحِ والحَشا ... ذَخِيرَةَ وُدِّ طال ما قد تمنَّعَا ) .
( فلا تَلْحَيَنِّي ليس فيك مَطْمَع ... تَخرَّقْتَ حتى لم أجِد لك مَرْقَعَا ) .
( فَهبْك يَمِيني استأكَلَتْ فَقَطَعَتُها ... وجَشَّمتُ قلبي صَبرَه فَتَشَجَّعَا ) .
قال ثم تهاجرا بعد ذلك فما التقيا حتى ماتا .
أخبرني عمي قال حدثنا أحمد بن أبي طاهر قال أخبرني أحمد بن أبي