الفضل بن سهل يوليه جرجان .
دخل مسلم بن الوليد الأنصاري على الفضل بن سهل لينشده شعراً فقال له أيها الكهل إني أجلك عن الشعر فسل حاجتك قال بلى تستتم اليد عندي بأن تسمع فأنشده .
( دُموعُها من حِذارِ البَيْن تَنْسكِبُ ... وقَلبُها مُغرَمٌ من حَرّها يَجِبُ ) .
( جدَّ الرَّحِيلُ به عنها ففارَقَها ... لَبَيْنِه اللَّهوُ واللَّذَّاتُ والطّربُ ) .
( يَهْوَى المَسِيرَ إلى مَرْوٍ ويَحزُنُه ... فِراقُها فهو ذو نَفْسَيْن يرتَقِبُ ) .
فقال له الفضل إني لأجلك عن الشعر قال فأغني بما أحببت من عملك فولاه البريد بجرجان .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثني الحسين بن أبي السري وأخبرني بهذه الأخبار محمد بن خلف بن المرزبان قال حدثني إبراهيم بن محمد الوراق عن الحسين بن أبي السري قال قيل لمسلم بن الوليد أي شعرك أحب إليك قال إن في شعري لبيتاً أخذت معناه من التوراة وهو قولي .
( دَلَّت على عَيْبِها الدُّنْيَا وصَدَّقَها ... ما استَرْجَع الدَّهرُ ممّا كان أَعْطاني ) .
قال الحسين وحدثني جماعة من أهل جرجان أن راوية مسلم جاء إليه بعد أن تاب ليعرض عليه شعره فتغافله مسلم ثم أخذ منه الدفتر الذي في يده فقذف به البحر فلهذا قل شعره فليس في أيدي الناس منه إلا ما كان بالعراق وما كان في أيدي الممدوحين من مدائحهم .
قال الحسين وحدثني الحسين بن دعبل قال قال أبي لمسلم ما معنى قولك