امض إلى الخياط فسله عنه فمضى فسأله عني فقال نعم هو مسلم بن الوليد فأخرج إلي كتاباً من خفه وقال هذا كتاب الأمير يزيد بن مزيد إلي يأمرني ألا أفضه إلا عند لقائك فإذا فيه أذا لقيت مسلم بن الوليد فادفع إليه هذه العشرة آلاف درهم التي أنفذتها تكون له في منزله وادفع ثلاثة آلاف درهم نفقة ليتحمل بها إلينا فأخذت الثلاثة والعشرة ودخلت إلى منزلي والرجل معي فأكلنا ذلك الطعام وازددت فيه وفي الشراب واشتريت فاكهة واتسعت ووهبت لضيفي من الدراهم ما يهدي به هدية لعياله وأخذت في الجهاز ثم ما زلت معه حتى صرنا إلى الرقة إلى باب يزيد فدخل الرجل وإذا هو أحد حجابه فوجده في الحمام فخرج إلي فجلس معي قليلاً ثم خبر الحاجب بأنه قد خرج من الحمام فأدخلني إليه وإذا هو على كرسي جالس وعلى رأسه وصيفة بيدها غلاف مرآة وبيده هو مرآة ومشط يسرح لحيته فقال لي يا مسلم ما الذي بطأ بك عنا فقلت أيها الأمير قلة ذات اليد قال فأنشدني فأنشدته قصيدتي التي مدحته فيها .
( أَجْرَرْتُ حَبل خَلِيع في الصَّبَا غزِلِ ... وشَمّرتْ هِمَمُ العُذّالِ في عَذَلِي ) .
فلما صرت إلى قولي .
لا يعبَقُ الطِّيبُ خَدّيْه ومفرِقَه ... ولا يُمَسِّحُ عَيْنَيْه من الكُحُلِ )