فقال له الجلاح أنحتمل لقول امرأة والله لا نفعل فقال زهير .
( أمَّا الجُلاحُ فإِنَّني فارقْتُه ... لا عن قِلىً ولقدتَشِطُّ بنا النَّوَى ) .
( فَلئن ظَعَنْتَ لأُصبِحَنَّ مُخَيِّماً ... ولَئنْ أقمتَ لأظعَنَنَّ على هَوَى ) .
حارب الجيش وقتل رئيساً منهم .
قال فأقام الجلاح وظعن زهير وصبحهم الجيش فقتل عامةُ قوم الجلاح وذهبوا بماله .
قال واسم الجلاح عامر بن عوف بن بكر بن عوف بن عامر بن عوف ابن عذرة .
ومضى زهير لوجهه حتى اجتمع مع عشيرته من بني جناب وبلغ الجيش خبره فقصدوه فحاربهم وثبت لهم فهزمهم وقتل رئيساً منهم فانصرفوا عنه خائبين فقال زهير .
( أمِن آلِ سَلْمى ذا الخَيالُ المُؤَرِّقُ ... وقد يَمِقُ الطيفَ الغريبُ المُشوَّقُ ) .
( وأَنَّى اهْتَدَت سَلمَى لِوَجْهِ محلِّنا ... وما دونها من مَهْمَه الأرض يَخفِقُ ) .
( فلم تَرَ إلا هاجعاً عند حُرَّةٍ ... على ظهرها كُورٌ عَتِيقٌ ونُمْرُقُ ) .
( ولمّا رَأتْني والطَّلِيحَ تبَسَّمَتْ ... كما انهلَّ أعْلَى عارضٍ يتألَّقُ ) .
( فحُيِّيتِ عَنَّا زَوِّدينا تحيَّةً ... لعلَّ بها العانِي من الكَبْل يُطْلَقُ )