أما والله ما حبسني بحرام أكلته ولا شربته ولكني كنت صاحب شراب في الجاهلية وأنا امرؤ شاعر يدب الشعر على لساني فينفثه أحياناً فحبسني لأني قلت .
( إذا مِتُّ فادفنِّي إلى أصل كَرْمةٍ ... تُروِّي عِظامِي بعد مَوْتِي عُروقُها ) .
( ولا تَدْفِنَنِّي في الفَلاة فإنني ... أخافُ إذا ما مِتّ ألاّ أذُوقُها ) .
( لِيُروَى بخمر الحُصِّ لَحمِي فإنَّني ... أسِيرٌ لها من بعد ما قد أسُوقُها ) .
سعد بن أبي وقاص يفرج عن أبي محجن .
قال وكانت سلمى قد رأت في المسلمين جولة وسعد بن أبي وقاص في القصر لعلة كانت به لم يقدر معها على حضور الحرب وكانت قبله عند المثنى بن حارثة الشيباني فلما قتل خلف عليها سعد فلما رأت شدة البأس صاحت وامثنياه ولا مثنى لي اليوم فلطمها سعد فقالت أف لك أجبنا وغيرة وكانت مغاضبة لسعد عشية أرماث وليلة الهدأة وليلة السواد حتى إذا أصبحت أتته وصالحته وأخبرته خبر أبي محجن فدعا به وأطلقه وقال اذهب فلست مؤاخذك بشيء تقوله حتى تفعله قال لا جرم والله إني لا أجبت لساني إلى صفة قبيح أبداً