ويوم الكتائب وخبرها يطول جداً وليس في كلها كان لأبي محجن خبر وإنما ذكرنا هاهنا خبره فذكرنا منها ما كان اتصاله بخبر أبي محجن .
حدثنا بذلك محمد بن جرير الطبري قال كتب إلي السري بن يحي يذكر عن شعيب عن سيف عن محمد بن طلحة وزياد وابن مخراق عن رجل من طيء قال .
لما كان يوم الكتائب اقتتل المسلمون والفرس منذ أصبحوا إلى أن انتصف النهار فلما غابت الشمس تزاحف الناس فاقتتلوا حتى انتصف الليل وهذه الليلة كان في صبيحتها يوم أرماث وقد كان المسلمون يوم أغواث أشرفوا على الظفر وقتلوا عامة أعلام الفرس وجالت خيلهم في القلب فلولا أن رجلهم ثبتوا حتى كرت الخيل لكان رئيسهم قد أخذ لأنه كان ينزل عن فرسه ويجلس على سريره ويأمر الناس بالقتال قالوا فلما انتصف الليل تحاجز الناس وبات المسلمون ينتمون منذ لدن أمسوا .
وسمع ذلك سعد فاستلقى لينام وقال لبعض من عنده إن تم الناس على الانتماء فلا توقظني فإنهم أقوياء على عدوهم وإن سكتوا وسكت العدو فلا تنبهني فإنهم على السواء وإن سمعت العدو ينتمون وهؤلاء سكوت فأنبهني فإن إنتماء العدو من السوء .
قالوا ولما اشتد القتال في تلك الليلة وكان أبو محجن قد حبسه سعد بكتاب عمر وقيده فهو في القصر صعد أبو محجن إلى سعد يستعفيه