حدثني عمي قال حدثنا عبد الله قال حدثني محمد قال .
كنت عند مخارق أنا وهارون بن أحمد بن هشام فلعب مع هارون بالنرد فقمره مخارق مائتي رطل باقلا طريا فقال مخارق وأنتم عندي أطعمكم من لحم جزور من الصناعة يعني من صناعة أبيه يحيى بن ناووس الجزار .
قال ومر بهارون بن أحمد فصيل ينادي عليه فاشتراه بأربعة دنانير ووجه به إلى مخارق وقال يكون ما تطعمنا من هذا الفصيل فاجتمعنا وطبخ مخارق بيده جزورية وعمل من سنامه وكبده ولحمه غضائر شويت في التنور وعمل من لحمه لونا يشبه الهريسة بشعير مقشر في نهاية الطيب فأكلنا وجلسنا نشرب فإذا نحن بامرأة تصيح من الشط يا أبا المهنا الله الله في حلف زوجي علي بالطلاق أن يسمع غناءك ويشرب عليه فقال اذهبي وجيئي به فجاء فجلس فقال له ما حملك على ما صنعت فقال له يا سيدي كنت سمعت صوتا من صنعتك فطربت عليه حتى استخفني الطرب فحلفت أن أسمعه منك ثقة بإيجابك حق زوجتي وكانت زوجته داية هارون بن مخارق فقال وما هو الصوت فقال .
صوت .
( بكَرتْ عليّ فهيَّجَتْ وَجْدَا ... هُوجُ الرياح وأَذْكرتْ نَجْدا ) .
( أتحِنُّ من شوْقٍ إذا ذُكِرَتْ ... نجدٌ وأنْتَ تركتَها عَمْدا )