( أَيا بَيْتَ ليْلى إنَّ ليْلَى غَريبةً ... بِراذانَ لا خالٌ لديها ولا ابنُ عَم ) .
فاجتمع علينا الغلمان وخرج الواثق فصاح يا غلام فلم يجبه أحد ومشى من المجلس إلى أن توسط الدار فلما رأيته بادرت إليه فقال لي ويلك هل حدث في داري شيء فقلت لا يا سيدي فقال فمالي أصيح فلا أجاب فقلت مخارق يغني والغلمان قد اجتمعوا عليه فليس فيهم فضل لسماع غير ما يسمعونه منه فقال عذر والله لهم يا بن حمدون وأي عذر ثم جلس وجلسنا بين يديه إلى السحر .
وذكر هارون بن محمد بن عبد الملك أن مخارقا كان ينادي على اللحم الذي يبيعه أبوه فيسمع له صوت عجيب فاشترته عاتكة بنت شهدة وعلمته شيئا من الغناء ليس بالكثير ثم باعته من آل الزبير فأخذه منهم الرشيد وسلمه إلى إبراهيم الموصلي فأخذ عنه وكان إبراهيم يقدمه ويؤثره ويخصه بالتعليم لما تبينه منه ومن جودة طبعه .
كان مملوكا لعاتكة بنت شهدة .
أخبرني علي بن عبد العزيز الكاتب قال حدثني ابن خرداذبه قال .
كان مخارق بن يحيى بن ناووس الجرار وكان عبدا لعاتكة بنت شهدة وكانت عاتكة أحذق الناس بالغناء وكان ابن جامع يلوذ منها بالترجيع