فقال لقد أحسن ابن جامع ما شاء قال أو لابن جامع هو قال نعم كذا ذكر قال له فإن عبدك مخارقا يغنيه فنظر إلى مخارق فقال نعم يا أمير المؤمنين فقال هاته فغناه وتحفظ فيه فأتى بالعجائب فطرب الرشيد حتى كاد يطير فرحا وشرب ثم أقبل على ابن جامع فقال له ويلك ما هذا فابتدأ يحلف له بالطلاق وكل محرجة أنه لم يسمع ذلك الصوت قط إلا منه ولا صنعه غيره وأنها حيلة جرت عليه فأقبل على إبراهيم وقال اصدقني بحياتي فصدقه عن قصة مخارق فقال له أكذلك هو يا مخارق قال نعم يا مولاي فقال اجلس إذن مع أصحابك فقد تجاوزت مرتبة من يقوم وأعتقه ووصله بثلاثة آلاف دينار وأقطعه ضيعة ومنزلا .
أخبرني محمد بن خلف وكيع وحدثني محمد بن خلف بن المرزبان قال وكيع حدثني هارون بن مخارق وقال ابن المرزبان ذكر هارون ابن مخارق قال .
كان أبي إذا غنى هذا الصوت .
( يا رَبْعَ سَلْمى لقد هيّجْتَ لي طَرَباً ... زدْتَ الفؤادَ على عِلاَّتِهِ وَصبَا ) .
( رَبْعٌ تَبدَّلَ مِمَّن كانَ يَسْكُنُه ... عُفْر الظِّباء وظِلماناً بهِ عصبا ) .
يبكي ويقول أنا مولى هذا الصوت فقلت له وكيف ذاك يا أبت .
فقال غنيته مولاي الرشيد فبكى وشرب عليه رطلا ثم قال أحسنت يا مخارق فسلني حاجتك فقلت أن تعتقني يا أمير المؤمنين أعتقك الله من النار فقال أنت حر لوجه الله فأعد الصوت فأعدته فبكى وضرب رطلا ثم قال أحسنت يا مخارق فسلني حاجتك فقلت ضيعة تقيمني غلتها قال قد أمرت لك بها أعد الصوت فأعدته فبكى وقال سل حاجتك فقلت يا