تشوقت والله يا إسحاق وشوقت وبلغت ما أردت وأمر لي بثلاثين ألف درهم وللزبير بعشرين ألفا ورحل إلى بغداد بعد أيام .
أخبرني يحيى بن علي بن يحيى المنجم قال أخبرني أبي قال قال لي إسحاق وأخبرني به الحسن بن علي قال حدثنا عبد الله بن عمرو بن أبي سعد قال حدثني محمد بن عبد الله بن مالك عن إسحاق قال .
جاءني الزبير بن دحمان ذات يوم مسلما فاحتبسته فقال قد أمرني الفضل بن الربيع بأن أصير إليه فقلت .
( أقِمْ يا أبا العَوَّامِ وَيْحك نَشْرَبُ ... ونَلْهُو مع اللاَّهِين يوماً ونَطربُ ) .
( إذا ما رأيتَ اليومَ قد جاء خَيرُه ... فخُذْهُ بشُكْرٍ واترك الفَضْلَ يَغْضَبُ ) .
قال فأقام عندي فشربنا باقي يومنا ثم سار الزبير إلى الفضل فسأله عن سبب تأخره عنه فحدثه بالحديث وأنشده الشعر فغضب وحول وجهه عني وأمر عونا حاجبه ألا يدخلني اليوم ولا يستأذن لي عليه ولا يوصل لي رقعة إليه قال فقلت .
( حَرامٌ عليّ الكَأْسُ ما دُمْتَ غَضْباناً ... وما لم يَعُد عَنِّي رِضاكَ كما كانا ) .
( فأَحسِنْ فإِنِّي قد أسأتُ ولم تَزَل ... تُعَوِّدُني عند الإساءة إحسانا ) .
قال وأنشدته إياهما فضحك ورضي عني وعاد لي إلى ما كان عليه