أخبار الزبير بن دحمان .
الزبير والرشيد .
قد مضت أخبار أبيه ونسبه وولاؤه في متقدم الكتاب وكان الزبير أحد المحسنين المتقنين الرواة الضراب المتقدمين في الصنعة وقدم على الرشيد من الحجاز وكان المغنون في أيامة حزبين أحدهما في حزب إبراهيم الموصلي وابنه إسحاق والآخر في حزب ابن جامع وابن المهدي وكان إبراهيم بن المهدي أوكد أسباب هذا التحزب والتعصب لما كان بينه وبين إسحاق وكان الزبير بن دحمان في حزب إسحاق وأخوه عبيد الله في حزب إبراهيم بن المهدي .
فأخبرني محمد بن مزيد قال حدثني حماد بن إسحاق عن أبيه قال .
لما قدم الزبير بن دحمان على الرشيد من الحجاز قدم رجل ما شئت من رجل عقلا ونبلا ودينا وأدبا وسكونا ووقارا وكان أبوه قبله كذلك وقدم معه أخوه عبيد الله فلما وصلا إلى الرشيد وجلسا معنا تخيلت في الزبير الفضل فقلت لأبي يا أبت أخلق بالزبير أن يكون أفضل من أخيه فقال هذا لا يجيء بالظن والتخيل والجواد إنما يمتحن في الميدان فقلت له فالجواد عينه فراره فضحك وقال ننظر في فراستك فلما غنيا بان فضل الزبير وتقدمه فاصطفاه أبي واصطفيته لأنفسنا وقرظناه ووصفناه وصار