دينك أجمع فقال فيه يخاطب نفسه .
( لو شِئتِ لم تَغْنَيْ ولم تَنْصَبِي ... عِشْتِ بأسبابِ أبي حاتِم ) .
( عِشْتِ بأسباب الجَواد الذي ... لا يَخْتِم الأموالَ بالخاتَمِ ) .
( من كفِّ بُهلولٍ له عُدَّةٌ ... ما إن لمَن عاداه من عاصِم ) .
( المُطْعِم النّاسَ إذا حاردتْ ... نكباؤها في الزّمن العارم ) .
( والفاصِلِ الخطة يوم اللِّجا ... للأَمر عند الكُرْبةِ اللازمِ ) .
( جاورتُه حِيناً فأحْمَدْتُه ... أُثني وما الحامدُ كاللائم ) .
( كم من عدُوٍّ شامتٍ كاشِحٍ ... أخزيْتَه يوماً ومن ظالِم ) .
( أذقْتَه الموتَ على غِرّةٍ ... بأبيضَ ذِي رَوْنَقٍ صارمِ ) .
أخبرني عمي قال حدثني أبو أيوب المديني قال حدثني حماد بن إسحاق عن أبيه قال .
قدم بديح الكوفة فغنى بها دهرا وأصاب مالا كثيرا ثم خرج إلى البصرة ثم أتى الأهواز ثم عاد إلى البصرة فصحب ابن مفرغ في سفينة حتى إذا كان في نهر معقل تغنى وهو لا يعرف ابن مفرغ بقوله .
( سَمَا برقُ الجُمانة فاستَطارا ... لعلّ البرقَ ذاك يعودُ نارا ) .
قال فطرب ابن مفرغ وقال يا ملاح كر بنا إلى الأهواز فكر وهو يغنيه ثم كر راجعا إلى البصرة وكروا معه وهو يعيد هذا الصوت قال ووصل ابن مفرغ بديحا وكساه